نظرة إسرائيل للرئيس محمد مرسي
لاشك أن صعود الرئيس محمد مرسي إلى الحكم لم يرق لإسرائيل بالرغم من إقرارها أنه الرئيس المصري الأول المنتخب ، وشكل اعتلاءه لكرسي الرئاسة قمة تحقيق أحلام الربيع العربي، وكان واضحا لدى إسرائيل أن النظام الذي سيقوده سيكون معادياُ لها، وقرنت ذلك مع ما وعد به مرسي من تأسيس "نهضة إسلامية على أسس إسلامية "، وكان الإخوان المسلمون سيرشحون رجل الأعمال خيرت الشاطر ، فخوفاُ من رفضه من المحكمة تم استبداله بمحمد مرسي .وتعتبر إسرائيل أن مرسي كان ينوي بناء دولة إسلامية ،علاقة مصر مع إسرائيل في ظل حكم مرسي كانت متوترة ، تكلم عن ضرورة تعديل اتفاقية كامب ديفيد ، ولوحظ في خطابه الوحيد الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة أنه ركز على القضية الفلسطينية ولم يذكر اسم إسرائيل ، وفي السابق وصف اليهود أنهم أحفاد القردة والخنازير .[1]
لقد بلغ القلق الإسرائيلي حدا من صعود الإخوان للحكم أن قدمت مجلة "إسرائيل ديفنس" وعبر المحلل العسكري ايهود عيلم، تصورا للمواجهة “المقبلة" في الجبهة العربية:
"إن تعاظم قوة الإخوان المسلمين يمكن أن تؤدي إلى احتكاكات بين مصر وإسرائيل ويعود ذلك إلى عدة دوافع منها الفلسطينيون ،وخصوصاٌ ، حماس المرتبطة مع الإخوان المسلمين ،ومن المحتمل أن تتطور الاحتكاكات إلى مواجهة تقليدية بين الجيشين _لن تكون مثل المواجهات السابقة بين الجيشين ،والمواجهات السابقة ستكون حاضرة وخصوصاُ 1973 .قد تضطر إسرائيل للدخول إلى سيناء لتتعرض هناك، لحرب استنزاف، لذا فيجب على إسرائيل تقوية قواعد الجيش الموجودة في سيناء لهذا الغرض، قد تندلع جبهات أخرى مع ايران وحزب الله، مع حماس وسوريا، ولذلك لن يكون تفوق لسلاح الجو الإسرائيلي، وستشكل الصواريخ ضد الطائرات إعاقة كبيرة لضرب إهداف بسيناء، وتكون طائرات الجو مشغولة بها فيستغل الجيش المصري هذا الانشغال .[2]
نظرة إسرائيل للرئيس عبد الفتاح السيسي
حذر الصحافي الإسرائيلي غاي الستر:
"بالرغم من تحسن وتقدم العلاقات بين إسرائيل ومصر في ظل عهد السيسي إلا أن ذلك ليس مضموناُ فكما أسقط انقلاب عسكري الرئيس مرسي فيمكن لانقلاب آخر أن يسقط السيسي". [3]
ولام المراقبون الإسرائيليون ومنهم المراسل العسكري يوني بن مناحيم السيسي على الطريقة التي قام بها بتسليم جزيرتي صنفير وتيران للسعودية ، والتي أدت لانتقاد كبير ضد السيسي حتى من هؤلاء الذين دعموا السيسي في السابق وحتى من الجيش نفسه، وإذا أضيف إلى ذلك الوضع الاقتصادي الصعب والمس بحقوق الإنسان واعتقال عشرات الآلاف من الناشطين السياسيين والتقارب الأمني مع إسرائيل، وكذلك التضييق على حماس في غزة ، كل ذلك قد يجعل مصير السيسي كمصير سابقيه .وللتغلب على هذه التحديات يكثف السيسي ظهوره في وسائل الإعلام ليظهر أنه بطل محاربة الإرهاب النابع عن الإخوان المسلمين .[4]
ولخص السفير الإسرائيلي، السابق حاييم كورن العلاقات بين إسرائيل ومصر في ظل حكم السيسي:
"منذ أن أصبح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساٌ فإن العلاقات بين إسرائيل ومصر هي الأفضل منذ توقيع اتفاقية السلام، ولو يعلم الإسرائيليون ما يجري من "تحت الطاولة" لأمتلؤوا عجباٌ، إن العلاقات ليست مقربة،بل حميمية "[5]
............................................................................................................................
[1]غاي الستر (الرئيس المنتخب الأول: مرسي، الزعيم الإسلامي الذي هز مصر في سنة واحدة")،ووللا،8/2/2019.
[2]ايهود عيلم (هكذا ستبدو المواجهة في الجبهة العربية)، يسرائيل ديفنس،8/7/2012.
[3]غاي الستر (أعداء كنا وربما سنبقى هكذا: العلاقات المركبة بين مصر وإسرائيل)، ووللا، 11/5/2019.
[4]يوني بن مناحيم (تحدي الرئيس السيسي) مركز القدس للشؤون العامة والسياسية،26/4/2016.
[5]ايتمار ايخنار(40 سنة على اتفاقية السلام مع مصر) ،يديعوت احرونوت ،26/3/2019.